تاريخ الهواتف الذكية
فتحت التكنولوجيا الحديثة للعالم آفاقاً جديدة أحدثت تغيرات في جميع نواحي الحياة الإنسانية والاجتماعية، ومن أهم هذه المتغيرات دخول العديد من التقنيات و الأجهزة التي تقوم على إرسال ونقل واستقبال مختلف المعلومات والبيانات وكذا تسهيل الإتصال والتواصل بين الأفراد ، مما جعل العالم قرية كونية صغيرة كما ان هذه الوسائل مرت بعدة مراحل وتطورات لتصل إلى أعلى مستويات التقدم والإرتقاء من خلال ظهور أحدث تقنية تسمى الهواتف الذكية ،هذه التي باتت الشغل الشاغل لدى مجتمعاتنا لما توفره من تطبيقات وخدمات متعددة كما جعلت الإنسان على إتصال دائم بغيره في كل مكان و زمان ،فهذه التقنية يمكن أن تنعكس سلباً إيجاباً على الأفراد، ولقد انتشر هذا الجهاز بشكل كبير في أوساط المجتمعات سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية و أصبح الإنسان لا يستطيع الإستغناء عنه حيث احتل حيزاً واسعاً في حياة الفرد وذلك بفضل الخدمات التي تقدمها الأجهزة.
من خلال ما سبق يمكننا تعريف الأجهزة الذكية أنها أحد وسائل العالم الجديد، يعتمد على الإتصال اللاسلكي عن طريق شبكة أبراج موزعة في منطقة معينة ويستخدم كجهاز حاسوب محمول باليد يستطيع حامله معرفة آخر الآخبار السياسية والإقتصادية عن طريق الإشتراك في خدمة الإنترنت.
كما يمكن تعريف الهواتف الذكية على أنها الهواتف النقالة الجديدة والمتطورة التي ظهرت في الوقت الحاضر، تزامنا مع التطورات التي حدثت في العالم، وتحتوي هذه الأجهزة على أنظمة متطورة لتشغيلها كنظام الأندرويد وغيرها من الأنظمة، ويمكن القيام بالعديد من الأمور بواسطة الهواتف الذكية، فهي لا تقتصر على الإستقبال والإرسال كما في الهواتف النقالة التقليدية، بل يمكن من خلالها القيام بعمليات التصفح المختلفة على شبكة الإنترنت، وتحميل العديد من التطبيقات الخاصة بكل جهاز عن طريق المتجر المتوفر فيها،و تعمل الهواتف الذكية على خاصية اللمس.
تاريخ الهواتف الذكية
يعود تاريخ الهواتف الذكية لعام 1992 عندما كشفت شركة آي بي أم (ibm) الستار عن هاتف ساميون ، حيث لم يقتصر دوره على تلقي المكالمات، بل كان من أدواره وضع الجداول الزمنية، والتوقيت العالمي، ودفتر العناوين، والمذكرة، والبريد الإلكتروني، بعد ذلك تتالى تصنيع الهواتف الذكية وبدأت سحب البساط تدريجياً من الهواتف التقليدية التي يقتصر دورها على نقل الصوت والرسائل النصية القصيرة وبعض الخدمات البسيطة ، وقد اشتغلت شركات الإتصالات على تزويد الهواتف النقالة بخدمات وأدوات جديدة أفضت في النهاية إلى ظهور هواتف محمولة تمزج بين وظائف الحاسب والهاتف، وتقدم خدمات متطورة على مختلف الأصعدة خاصةً الأعمال والتواصل، وتلقي الأخبار والمعلومات.
في أواخر التسعينيات أطلقت نوكيا مجموعة من الهواتف تضم خدمات جديدة موجهة لرجال
الأعمال أساساً، ومن أهمها نوكيا 9000.كما طرحت إريكسون هاتفا ذكيا يدعى بينلوب جمع بين الإتصال الصوتي
ووظائف المساعد الرقمي واستخدام شاشة اللمس، وكان يعمل وفق نظام تشغيل يدعى سيمبيان أوس.
وشهد عام 2002 موجة عارمة من الهواتف الذكية وطرحت إريكسون وشركات أخرى هواتف تضم العديد من الميزات الجديدة، بما في ذلك مشغل أم بي3 (mp3) وشاشة لمس ملونة، وتطورت هذه الأجهزة بشكل ملحوظ في 2005.
لكن الضجة الكبرى كانت في عام 2007 حيث طرحت شركة آبل جهاز “آيفون” الذي أصبح الهاتف المفضل لدى الملايين في العالم.
وقد أنشأت شركة آبل متجراً لتطبيقات هذا الهاتف مما أحدث ثورة هائلة في وظائف الهواتف الذكية ، وتنامي تطور الآيفون وأصبح الكشف عن موديلات هذا الهاتف يحظى باهتمام كبير على مستوى العالم.
وشهد عام 2008 طرح هواتف ذكية بنظام تشغيل أندوريد التابع لشركة غوغل. ومن أهم الهواتف التي تعمل بهذا النظام سامسونغ وأتش تي سي.
وتقود شركتا جوجل عبر نظام أندرويد وآبل عبر نظام “آي أو إيios” أنظمة تشغيل الهواتف الذكية بحصة تصل إلى نحو 90% على مستوى العالم، تليهما أنظمة تشغيل شركات أخرى مثل نظام “ويندوز فون” لشركة مايكروسوفت الأميركية ونظام “بلاك بيري” لشركة بلاك بيري الكندية.
وقد تطورت الهواتف الذكية بشكل مذهل في مراحل زمنية
قصيرة حيث أصبحت تدعم مزايا إضافية أكثر تقدما مثل شاشات اللمس المقاومة للخدوش، وكاميرات التصوير المدمجة ذات الدقة العالية.
وبعد أن كانت الهواتف التي تملك كاميرات تصوير بدقة 16 ميغا بيكسل تعتبر متطورة أصبح مألوفاً أن تتجاوز عشرين ميغا بيكسل، وبعضها وصل به الأمر إلى دقة غير مسبوقة بلغت 41 ميغا بيكسل ، وقد فتحت الهواتف الذكية آفاقا واسعة جدا في مجال الإتصالات، بحيث أتاحت التحدث مع
إجراء المكالمات المرئية بالصوت والصورة، والتواصل مع إرسال الرسائل النصية والتخزين من خلال شبكات التواصل الإجتماعية المختلفة كالفيس بو ك، والتوتير، والواتس أب
وفايبر، وغيرها.
هذا مجمل ما مرت به الأجهزة الذكية عبر تاريخها المتطور