مسار تطور البرمجيات
لقد كان الفيصل في تطور مسار البرمجيات هو طبيعة الاستخدامات السائدة لنظم الكمبيوتر، الذي استخدم في بدايته كآلة حاسبة ضخمة لمعالجة البياناتData Processing،
حيث اقتصرت تطبيقاته على المجالات الإدارية والتجارية كسجلات الأفراد واستخراج قوائم المرتبات وكشوف الحسابات وخالفه.
وقد تطور الكمبيوتر بعد ذلك ليصبح آلة لمعالجة المعلومات Informationو العمليات الحسابية البسيطة الخاصة بمعالجة البيانات الخام، ليبرز العلاقة بينها من أجل استخلاص المعلومات مصفاة في صورة كليات ومؤشرات وتحليلات إحصائية، مثل نظم دعم القرار وبنوك المعلومات والخرائط العلمية والثقافية وما شابه.
ومع تطور أساليب الذكاء الإصطناعي، ارتقت هذه الآلة الصماء لتصبح آلة لمعالجة المعارفKnowledge Processing ، وعليه يمكن القول بأن الفكرة الذهبية وراء تطور البرمجيات:-
هي إدراك الفروق الجوهرية بين البيانات والمعلومات من جانب، والمعلومات والمعارف من جانب آخر .
لكننا نلاحظ وجود فرق كبير بين البيانات التفصيلية الخام والمعلومات الإجمالية المستخلصة الجاهزة لدعم القرار.
وشتان الفرق بين المعلومات والمعارف،
فالمعارف تسمو فوق المعلومات باشتمالها بجانب المعلومات، على الخبرات والقدرة على الإستنتاج،
واستخلاص الحكمة من قلب ضوضاء تلك المعلومات. وهكذا خرج إلى الوجود مفهوم هندسة المعرفة Information Geometry
ونظامها الخبيرة Expert systems التي تحاكي الخبير
البشري، كتلك المستخدمة في تشخيص الأمراض وتصحيح النصوص وتلقين العلوم، و توالى ظهور أيضا النظم الذكية، من نظم تقرأ وتسمع وترى وتميز المسافات بل تؤلف النصوص وتولد الأشكال ، إلى نظم ذكية ذات قدرة ذاتية لتطوير نفسها بنفسها، نظم تتكيف مع البيئة المحيطة، وتتعلم
تلقائيا من أخطائها كما تتعلم من متغيرات ما يجرى حولها.