مسار تطور عتاد الكمبيوتر
تمثل النقلات النوعية من الكمبيوتر الضخم إلى الكمبيوتر المينيMini Computer ثم إلى الكمبيوتر الميكرو Micro-Computer، أبرز ملامح تطور عتاد الكمبيوتر، وكان الفيصل في إحداث هذا التطور الهائل هو ذلك العنصر المادي الأساسي المستخدم في بناء ذاكرة الكمبيوتر ووحدة معالجته المركزية التي تقوم بالعمليات الحسابية والمنطقية.
عام 1957م، لقد كان اختراع الترانزيستور، أو أشباهه
إيذانا ببدء رحلة مثيرة نسبيا “، للتصغير المتناهي، حيث ما لبث أن قضى الترانزيستور على الصمام الإلكتروني الضخم “
إلا أن الترانزيستور سرعان ما واجه نفس المصير بعد أن أجهزت عليه الدوائر الإلكترونية المتكاملة.
IC: Integrated Circuits، وهى الشرائح المصنوعة من رقائق السيليكون النقي المستخلص من الرمال، والتي يمكن تمثيلها بمصفوفة متراصة من وحدات الترانزيستور تنقش هذه المصفوفة على الشريحة الرقيقة بطرق تكنولوجية معقدة، تشكل من خلالها بنية بلورات السيليكون غير الموصلة للكهرباء، وفي ثنايا هذه البلورات، يوزع قدر محسوب من الشوائب المعدنية الموصلة للكهرباء، وهكذا
تكتمل ثنائية أشباه الموصلات، التي تعمل كمفاتيح كهربية، حيث تتصل وتنفصل عناصرها الترانزيستورية بإثارتها بتيار كهربي خافت، وتمضي عملية التصغير المتناهي و في خطى متسارعة،
من الدوائر المتكاملة ذات الكثافة المحدودة إلى الدوائر المتكاملة ذات الكثافة العالية
-: VLSI
Very Large Scale Integration، وهى غابة من مفاتيح أشباه الموصلات، أو بوابات الوصل والفصل وفقا للمصطلح الفني، ولقد تضاعفت كثافة هذه الشرائح السيليكونية بفعل التضاعف التكنولوجي خلال العشرين سنة الأخيرة، مما أدى إلى تقلص حجم الكمبيوتر وزيادة سرعته من آلاف العلميات في الثانية الواحدة إلى سرعة “النانو ثانية “وتعني بلايين العمليات في الثانية الواحدة.
فالفكرة الذهبية التي قام عليها عتاد الكمبيوتر هي – بلا شك –ثنائية الوصل والفصل، بعد دانت تماما لتكنولوجيا التصغير المتناهي، وهذه الثنائية هي المقابل الفيزيائي الذي يمكن من
خلاله تجسيد نظام الأعداد الثنائي القائم على ثنائية “الصفر والواحد “دون غيرهما، وهو النظام الذي اكتشفه الفيلسوف الألماني “اليبنتز Leipentz” في القرن السابع عشر، وأخضعه من بعده للمعالجة
الرياضية “جورج بول George Paul” الإنجليزي ..ليصبح الأساس العام لتكنولوجيا المعلومات.