حضارة امبراطورية مالى الافريقية

حضارة امبراطورية مالى الافريقية

حضارة من ضمن حضارات افريقيا المنسية فى التاريخ

هى حضارة افريقية … فقد لا تسمع كثيرا عن حضارات فى افريقيا … قد تكون الحبشة و قائدها النجاشى هى المشهورة بعدها و لكن هذه الحضارة من نوع مختلف … فقد كانت ثقافية و تركت ارث ايضا و كانت على النظام الاسلامى … هل تتخيل ذلك ؟

منسا موسى
احد اكثر حكامها اثارة للجدل هو منسا موسى

هذا الحاكم يروى عنه القصة التالية :
ذاع صيت مانسا موسى وبلغت شهرته كل شمال افريقيا و الشرق الأدنى بفضل رحلة الحج التي أدها. حيث أنطلق سنة 1324 ميلادية نحو مكة مع حاشيته التي ذكرت المصادر أنها تتراوح بين 000 15 و000 60 شخص، من بينهم 000 12 من الخدم و العبيد ، ورجال يرتدون الحرير ويحملون عصيا ذهبية يعتنون بالخيول والأكياس. وكانت كل نفقات هذا الموكب على حساب مانسا موسى، من أكل وملبس للناس والحيوانات. حسب عدة مصادر، فإن القافلة كانت تتكون أيضا من 80 جملا، يحمل كل واحد منهم بين 50 و300 رطل من الذهب . كان مانسا موسى كريما كثير العطاء، وكان يجزل في كل مدينة يمر بها أثناء الرحلة، وذكر العمرى أنه أنفق في حجته مائة وسق جمل من الذهب، وأنه أفاض في الإحسان والعطاء من الذهب للأمراء والأعيان والتجار وعامة الناس ممن يقابلونه ما لا يحصى ولا يعد، وكذا الأمر بالنسبة للحجيج وأهل الحرمين.وذكر السعدى أنه يبني مسجدا في كل مدينة أو قرية يصادف مروره بها يوم الجمعة .

هذا حسب المقريزى

أبو بكر الثانى
هو الملك الذى يسبق منسا موسى فى الحكم

أبوبكر الثاني، هو إمبراطور مالي.، وُلد في 1280 وأصبح إمبراطوراً عام 1310 ..وفي العام الذي يليه تخلى عن الحكم ..وكانت مالي حينها تُعد من أغنى دول العالم، وكانت العاصمة تمبكتو يُطلق عليها عاصمة الذهب، لكن الإمبراطور قرر أن يتخلى عن العرش عام 1311 من أجل الدخول في مغامرة محفوفة بالمخاطر، وذلك بعبور المحيط الأطلسي، وقام بتجهيز نحو 200 سفينة بمصاحبة نحو 2000 زورق إضافي، أي أنه سبق رحلة كولمبوس بنحو 200 عام، ولم يكن من المستغرب قدرة مالي على تجهيز حملة عظيمة كتلك، لأنها دولة تتمتع بثراء فاحش في القرنين الـ13 والـ14 وهبها الله مناجم الذهب، وكانت تسيطر على نصف تجارة الذهب العالمية، هذا إضافة إلى تجارة الملح والبضائع الأخرى، وكانت الصحراء الغربية تحت حكم مالي أيضاً، ومنها انطلقت الحملة التي وصلت إلى الأميركتين في عام ،1312 وقد أكد كريستوفر كولومبوس بنفسه في أحد المخطوطات التي كتبها بيده أن الأفارقة قد سبقوه في الوصول إلى القارة الأميركية، بدليل أن سكان أميركا الأصليين قد تعلموا كيفية إشابة وصهر الذهب ومزجه بالمعادن الأخرى، وأضاف كولومبوس أن تلك طريقة إفريقية خالصة، ومن غير المعقول أن يكون سكان أميركا تعلموها بحرفية إفريقية بمحض المصادفة.

من قام بسرد قصة مغامرة أبي بكر هو خليفته أخوه الأصغر مانسا موسى، الذي غادر تمبكتو إلى مكة عام 1324 لأداء الحج، وكانت قافلته تشتمل على آلاف الناس والجمال، وعندما وصل إلى مصر التقى بالمؤرخ العمري، الذي دوّن ما قاله موسى عن رحلة أخيه، وذكر أن أبا بكر قبل أن ينطلق أجرى العديد من التجارب على السفن، وقام باختبار قوة تحملها، واستعان بخبرات عربية لصناعة سفن شبيهة بتلك العربية، ثم قام بتحميل السفن بمؤونة غذائية مجففة تكفي لمدة عامين، هذا إضافة إلى أطنان الذهب لمقايضتها مع سكان المجهول، لكن أبا بكر لم يكن واثقاً بعودته على قيد الحياة، وهذا ما دفعه إلى التنازل عن الحكم، ومن بين 200 سفينة مالية مغادرة لم يعد منها إلى أرض الوطن سوى سفينة واحدة فقط، وقال قائد تلك السفينة الناجية: «لقد أبحرنا مدة طويلة جداً، إلى أن وصلنا إلى منتصف المحيط، ثم دخلنا إلى مكان شبيه بالنهر وذي تيار عالٍ ومخيف، وكانت سفينتي في المؤخرة، وكنتُ أشاهد السفن أمامي مستمرة في التقدم إلى الأمام مع التيار، ثم تدريجياً اختفوا تماماً، ولم أر أحداً لاحقاً، أما أنا، فقد آثرت العودة من حيث انطلقت».

حسب موقع الامارات اليوم

هل هذا كل شئ ؟؟ … لا

عاصمة الامبراطورية تمبكتو تعتبر من اغنى دول افريقيا و العالم قاطبة بمخطوطات منقطعة النظير …. مخطوطات تصل إلى 700,000 مخطوطة اكثرها باللغة العربية أو بلغات محلية كتبت بالحروف العربية … و هى بمختلف العلوم المنتشرة انذاك فى عمر الامبراطورية و هذا مدهش بالطبع و غير مألوف كذلك

و لكن الكارثة هى وضع هذه المخطوطات التى تحتوى على التراث الانسانى اليوم
فهى مخزنة بطريقة سيئة و بعضها تم تلفه اما من اكل النمل او التخزين السيئ او حتى تم حرقها احيانا …

المخطوطات هى كنز بشرى بيرجع للعصور الوسطى احيانا و من اكبر ما تم انتاجه و مكتوب فيها كتابات فى الطب و علاج للأمراض و الفلك و الجغرافيا و التاريخ … التاريخ الذى كثير منه غامض … و هذه الاخيرة صورة تحتوى على 30 الف مخطوطة حرقت …

طبعا لأنقاذ شئ كهذا حدثت مبادرات منها مبادرة تحاول ايجاد النصوص فيما تم حرقه !
و تكلم عنها عالم مخطوطات يدعى Gregory Heyworth و فيه يشرح هذه التقنية التى يعمل عليها فى برنامج TEDx عن اكتشاف ما يكتب فى بعض المحروق من هذه المخطوطات

وقد بدأت تمبكتو بلفت الأنظار إليها كمركز إشعاع علمي بعد رجوع امبراطور مالي «مانسا موسى» من رحلة الحج الشهيرة التي قام بها عام 1325 م ووزع في طريقه إليها آلافاً مؤلفة من سبائك الذهب، خاصة في القاهرة. مما تسبب في هبوط أسعار الذهب، وقد أمر السلطان الشاعر الغرناطي الملقب بالسهيلي بتصميم جامع كبير والأشراف عليه (هو جامع تينبتكو القائم إلى يومنا هذا)، وكانت تلك النواة الأولى لبناء صرح علمي في تينبتكو حيث صار مع مرور الأيام مركزا للعلم، خاصة تبرع امرأة من سركولو (إحدى القبائل المالية) ببناء جامع آخر فيما بعد، وقد ازدهر العلم مع تقاطر الطلبة من شمال وغرب أفريقيا على تينبتكو، وقد ساعد على ذلك الإنفاق السخي الذي قام به التجار على دور العلم فكان أروع تزاوج بين المال والمعرفة في عروس الصحراء، إذ وصل عدد المدارس في ذلك الوقت 180 مدرسة، تضم أكثر من 25.000 طالب، كما وصل مستوى التعليم في تينبتكو ذلك الوقت إلى نفس المستوى الذي وصل إليه في قرطبة وتلمسان، والقاهرة – كما يؤكد «شاربون». وقد ظلت حركة العلم تلك في نمو وازدهار، وكان عمرها واستمرارها مقرون بازدهار التجارة التي تمولها، وأي تجارة تلك.

فهذه امبراطورية غنية جدا و ثقافية جدا و اسلامية و لها انجازات فى تاريخ البشرية و لكن تراثها الثقافي يتم حرقه و اهماله من قبل الكثيرين و لهذا هى فى طى النسيان …

م. محمد صلاح يوسف

مهندس مدنى و مدون فى مجال التاريخ و مجال الفلك

اترك تعليقاً