هل كولومبوس هو من اكتشف العالم الجديد ؟

هل كولومبوس هو من اكتشف العالم الجديد ؟

اكبر حدث تاريخي يمكن الا تقتنع به هو اكتشاف امريكا من كريستوفر كولومبوس

لماذا ؟!

كان معروف فى القرون القديمة ان العرب بصفة عامة هم من كانوا بارعين فى الجغرافيا . البحارة من كل حدب و صوب استعانوا بهم و بخبراتهم و راجع فى ذلك الكثير من الكتب . و الكثير من اسماء البحارة العظام فى التاريخ الاسلامى مثل احمد بن ماجد

Négociant musulman de Mascate.jpg
رسم تخيلى منتشر لأحمد بن ماجد

و بالتالى لو قرأت كتاب مثل كتاب ( رياس البحر الهندى : عصر الاستكشاف العثمانى ) ستجد معلومات عن البحارة العرب الذين تم الاستعانة بهم فى رحلات كثيرة من التى قامت و اشتهرت على مر العصور .

ثم بعد ذلك تجد ان كريستوفر كولمبوس و رحلته و ما حدث خلال العصر انذاك يوحى بشئ فى منتهى الغموض . كيف لشخصية مثل هذه بمجرد ان استتب الوضع فى اسبانيا و سقوط اخر ممالك الأندلس سنة 1492 ميلادية ان يكتشفوا الأمريكتين فى نفس السنة ؟كيف ذلك ؟ هل هى مصادفة ؟ لا اعلم

و لكنى على ما يبدو كنت محقا انظر

وبحسب كتاب “المخابرات فى الدولة الإسلامية” للكاتب محمد هشام الشربينى، تشير كثير من الدراسات إلى أن المسلمين سبقوا كولومبوس فى الوصول إلى أمريكا اللاتينية، فبعد عدة سنوات من البحث والدراسة فى أمريكا اللاتينية كشف الباحثان عبد الهادى بارزورتو ودانيال دنتن فى محاضرة ألقياها فى جامعة كاليفورنيا عن جوانب تشابه فى طرق المعيشة التى كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر، والمعروفون الآزتك مع المسلمين، كما عرض المحاضران عددا من الوثائق وسردا مجموعة من القصص التى تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهر فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة فى أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبوس والمستكشفين الأوروبيين إليها، مما يعد دليلا على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل قبل المسيحية التى جاء بها الأوروبيون.

ووفقا للكتاب أيضا تشير دراسات أخرى أن عددا من البحارة المسلمين من بقايا المماليك الأندلسية كانوا أفراد البعثة الاستكشافية التى قادها كولومبوس نحو الأمريكتين عام 1492م، نظرا لتفوقهم فى علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن، ويذكر المؤلف أيضا أن هناك بعض الدلائل الأثرية الموجودة الآن فى متاحف أمريكا اللاتينية ومنها شيلى أن المسلمين هم الذين اكتشفوا قارة أمرياك قبل “كولومبوس”.

وجاء فى كتاب ” صدف غيرت التاريخ” للكاتب إبراهيم على، أن بعض المؤرخون يروا أن العرب المسلمون وصلوا إلى أمريكا قبل كريستوفر بحوالى 500 سنة، مستندا إلى المؤرخ الإدريسى فى كتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر” المكتوب سنة 956م، حيث حكى عن أحد المغامرين ويدعى “الخشخاش” أبحر فى رحلة مع أصحابه فى طريق بحر اسمه بحر الظلمات سنة 889م، وجد فيها غنائم ومعادن غالية، فكانت هى الأمريكتين.

هذا كما جاء مثلا فى مقال لصحيفة اليوم السابع المصرية

غير انك تقرأ عن ابو بكر الثانى امبراطور مالى المسلم . يروى عنه قصة فى انه ابحر بأتجاه الأمريكتين و لكنه لم يعد قط . مما يفسر ماذا كان هناك انذاك و بالمناسبة …

سيظهر من يقول لي لماذا اذا لم يعلنوا عنها ؟؟
بكل بساطة لقد حدث ذلك و اعلنوا عنها و لكنه لم يكن فى مخيلة بعض البحارة على ما يبدو انهم اكتشفوا قارة فالكثير من الجزر و غيرها كان يظنها البحارة و الجغرافيون اماكن اخرى فقد ظنوا ان بعض الاماكن فى اسيا جزر و هى فى النهاية لم تكن كذلك فقد كانت ضمن ارض اكبر و يبدو ان كولومبوس لم يكن يدرى انها قارة اساسا و لكن مكان جديد على الأقل كجزيرة مثلا …
و كذلك فأن ما كان يصل للأمريكتين قبل ذلك هى رحلات لم تكن ممولة على الغالب من دول . فوارد جدا انه لم يحدث استكشاف كامل للقارتين . لكن نملك الكثير من الأخبار و المعلومات عن السواحل و هى بالمناسبة بذرة دخول الأمريكتين …

نعم يمكن ان يكون من اكتشفها و وصل اليها اعلن عنها بصفتها جزيرة جديدة و غير ذلك . لكن لم يكن احد ليتخيل انذاك انه على قارة جديدة و ان هناك قارة اخرى لم تكتشف بعد . و لاحظ ان كولمبوس لم يكن فردا و انما تم دعمه بالسلاح و العتاد من ملكين هم ايزابيلا و فيرناندو . و لو دعموه بالقليل فى سبيل مشروع متفق عليه مع ملوك قشتالة و ارغون ايزابيلا و فرناندو فى اسبانيا .لكن على ما يبدو فالبحارة عندما اكتشفوا شيئا كهذا لم يتم الصرف على رحلاتهم كما ينبغى لمزيد من الدراسة و انتاج الخرائط و غيرها. حتى انك بعدها بفترة صغيرة جدا تكتشف ان بيرى ريس البحار العثمانى قد رسم خريطة مفصلة كما تبدو اليوم فى الخرائط تقريبا لساحل الامريكتين.

جزء من الخريطة الكبيرة التى رسمها بيرى ريس و فيها جزء سواحل الأمريكتين

و يذكر ان بيرى استعان فى كل رسم خرائطه على مخطوطات و بحارة و غيرها الكثير فى سبيل رسم خريطة كهذه. فمن الواضح جدا جدا ان الخريطة و معلوماتها مؤكده و موجودة من فترة طويلة قبل كولومبوس . أو ان الساحل كله تمكن المسلمين من رصده بسهولة و سرعة شديدة فى عدة اعوام و قاموا برسمه و هذا سيعطينا انطباع اكبر و دهشة اكبر بكثير مما كنا نظن عنهم .
و الا لن تظهر خريطة بهذه الدقة وهذا الاتقان الا لو ان بيرى ريس استخدم تكنولوجيا . او استعان بمخلوقات فضائية او سافر عبر الزمن كما يقولون فى فيلم chariots of gods . هناك كتاب بنفس الأسم ايضا و وقتها افتعل ضجة كبيرة . هو كتاب يفتقر الى المنهج العلمى و يعتبر تاريخ زائف. التاريخ الزائف الذى يصفون فيه بيرى ريس بأنه استعان بمخلوقات فضائية لتصوير الأمريكتين من فوق !

على اى حال يتم اعتبار كولومبوس الان مكتشفا لأمريكا مع انه نفسه لم يكتشفها اول واحد على ارجح الأقوال. و هذا بنفسه حسب بعض المصادر صرح بيه شخصيا و قال ان على ما يبدو وصل الى هناك احد قبله. و رأى حضارة الأزتك و المايا و غيرهم . ليس شرطا انهم مسلمين فقط من وصلوا هناك. هناك اقوال تقول الفاينكينج كان بعض رحلاتهم على ما يبدو وصلت هناك فالكثير وصلوا هناك على ارجح الأدلة و الأقوال .

لكن السؤال هو … لماذا يتم تجاهل المستكشفين الحقيقيين فى الثقافة العالمية ؟


م. محمد صلاح يوسف

مهندس مدنى و مدون فى مجال التاريخ و مجال الفلك

اترك تعليقاً